هل تساءلت يوما لماذا توجد السنة الكبيسة كل أربع سنوات حيث شهر فبراير 29 يوما عوضا عن 28 في السنة العادية؟ و لماذا بعض الشهور بها 30 و البعض الآخر 31؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة البسيطة توجب علينا معرفة التاريخ المتعلق بالتقويم الميلادي منذ نشأته إلى أن أصبح ما هو عليه اليوم.
نبذة عن تطور التقويم الميلادي:
تعرض التقويم الميلادي قديما لعدة تغيرات و مراحل إلى غاية ما هو عليه الآن، و لمعرفة سبب كون شهر فبراير به 28 يوما في السنة العادية و 29 في السنة الكبيسة فلا بد من معرفة هذه التطورات التي طرأت على مر التاريخ.
تقويم روميلوس:
أول تقويم رسمي كان في عهد ملك روما الأول روميلوس (Romulus) سنة 753 ق.م وقد حدّد هذا التقويم عدد الأيام في السنة ب 304 يوما عوضا عن 355، يعود سبب ذلك إلى أن فترة الشتاء وعدد أيامها 51 كانت شديدة البرودة لدرجة انعدام أي نشاط زراعي في تلك الفترة و بالتالي لم تحتسب في التقويم وتم تقسيم السنة إلى عشرة شهور تبدأ بشهر مارس أو مارسيوس و هو اله الحرب عند الرومان و تنتهي في ديسمبر.
|
أسماء الأشهر وعدد الأيام في كل شهر في تقويم روميلوس |
تقويم نوما بومبيلوس:
وبعد مجيء حاكم روما الثاني نوما بومبيليوس (Numa Pompilius) قرر إدراج الأيام 51 المتبقية في التقويم لذلك أضاف شهرين آخرين هما يناير و فبراير، وقد تم إدراجهما في آخر السنة حيث بقي شهر مارس هو بداية السنة، في ذلك الوقت كان يٌعتقد أن الأرقام الزوجية غير جالبة للحظ لذا تم تغيير عدد الأيام في كل شهر و جعلها فردية أي إما 31 أو 29 ، لكن الحصول على أعداد فردية لكل الشهور أمر مستحل لأن عدد الأيام فردي و عدد الشهور زوجي لذلك فقد جُعل فبراير 28 يوما لأنه آخر الشهور.
قائمة الشهور في تقويم نوما:
- الشهر الأول: Martius و به 31
يوما
- الشهر الثاني: Aprilis و به 29 يوما
- الشهر الثالث: Maius و به
31 يوما
- الشهر الرابع: Iunius و به 29 يوما
- الشهر الخامس:
Quintilis و به 31 يوما
- الشهر السادس: Sextilis وبه 29 يوما
- الشهر
السابع: September وبه 29 يوما
- الشهر الثامن: October وبه 31 يوما
-
الشهر التاسع: November وبه 29 يوما
- الشهر العاشر: December وبه 29
يوما
- الشهر الحادي عشر: Ianuarius و به 29 يوما
- الشهر الثاني عشر:
Februarius و به 28 يوما
و مجموع عدد الأيام 355 يوما في السنة و قد كان
نصيب فبراير 28 لأنه آخر الشهور
تقويم تارتاكينوس:
قرر الملك تاركينوس (600 ق.م) فيما بعد بدأ السنة بيناير بدلا من مارس لأنه يمثل إله البداية عند الرومان و يليه فبراير ومنذ ذلك الحين و شهر فبراير هو ثاني الشهور مع الإحتفاظ بباقي الأسماء كما هي، فرغم أن ديسمبر مثلا يعني الشهر العاشر فقد أصبح الشهر الثاني عشر لكنه احتفظ بإسمه، و قد عرف هذا التقويم تغييرات عديدة بسبب الفرق في عدد الأيام بين السنتين الشمسية و القمرية.
تقويم يوليوس قيصر:
و لأن السنة الشمسية بها 365 يوما تقريبا بدلا من 355 يوم المعتمدة في التقويم فإن الإختلاف بدأ يظهر مع مرور الوقت و السنوات لذك تمت إضافة الأيام العشرة و كان ذلك في عهد الملك الروماني الشهير يوليوس قيصر (Julius Caesar).
و تم إضافة الأيام العشرة بتوزيعها على الشهور التي بها 29 يوما في التقويم
السابق و عددها سبعة مع ترك الشهور الأربعة ذات 31 يوما ، وقد تمت إضافة يوم
لشهر فبراير ليصبح 29 يوما، و قد سمي الشهر السابع فيما بعد IULIUS نسبة إلى
يوليوس قيصر.
وقد لاحظ فلكيو قيصر أن السنة الشمسية أكبر قليلا من 365
يوما لذلك تم إضافة يوم إضافي كل أربعة سنوات و هذا ما سمي بالسنة الكبيسة.
كيف أصبح فبراير 28 يوما؟
وبقي هذا التقويم ساري المفعول إلى غاية مجيء أوكتافيوس أوغسطس (Octavian Augustus) أول إمبراطور روماني حيث قرر التعديل على تقويم يوليوس قيصروذلك بتسمية الشهر الثامن بإسمه (AUGUSTUS) وأضافه يوما ليصبح 31 عوضا عن 30 في تقويم قيصر حتى يصبح متساويا مع الشهر السابع المسمى على قيصر، و لكي تبقى السنة بنفس عدد الأيام كان لابد أن ينقص يوم من شهر آخر و كان هذا الشهر هو فبراير بإعتباره آخر الشهور و منذ ذلك الحين أصبح شهر فبراير 28 يوما في السنة العادية و 29 في السنة الكبيسة.
|
عدد أيام الشهور في السنة الكبيسة بين تقويمي قيصر و أوغسطس |
وقد بقي هذا التقويم مستعملا في العالم الغربي خلال فترة الإمبراطورية الرومانية و كذلك خلال القرون الوسطى و بقي يُعرف بتقويم يوليوس (Julian Calendar)
التقويم الغريغوري:
في القرن السادس عشر لاحظ الفلكيون أن السنة الشمسية ليست 365 يوما و ربع بل أكثر بقليل و بدأت السنة في تقويم يوليوس قيصرتصبح أبطأ قليلا من السنة الحقيقية حيث خسر التقويم حوالي 10 أيام في القرون الستة عشر الماضية.
في العام 1582م قرر البابا غريغوريوس الثالث عشر بمعية الفلكيين في ذلك الوقت تصحيح هذا الخطأ و ذلك بعدم احتساب الأيام العشرة من الرابع أكتوبر إلى الخامس عشر من نفس الشهر، و قد اعتمدت دول أوربا الكاثوليكية هذا التعديل ثم تبعته باقي الدول فيما بعد.
وقد وضعت بعد هذا التاريخ قواعد جديدة لوضع السنة الكبيسة لتفادي حدوث أخطاء جديدة مستقبلا و هذا اعتمادا على مدة دوران الأرض حول الشمس و التي تقدر ب 365 يوما 5 ساعات 48 دقيقة و 46 ثانية ، حيث بالإضافة إلى اليوم الإضافي كل أربع سنوات تم عدم إضافة هذا اليوم في مطلع كل قرن إلا إذا كان العدد المكون من أول رقمين لهذا القرن يقبل القسمة على أربعة، فمثلا تجد السنوات 1700، 1800، 1900 سنوات غير كبيسة بينما السنوات 1600 و 2000 هي سنوات كبيسة.
قواعد حساب السنة الكبيسة:
- إضافة يوم كل أربع سنوات
- تخطي ذلك إذا كانت السنة مطلع قرن جديد
- إضافة يوم إذا كان مطلع القرن يقبل القسمة على 400.
معاني أسماء الشهور الميلادية:
- فبراير: نسبة إلى Februus وهو الإله الأصغر و حاكم المناطق الجهنمية
- مارس: نسبة إلى Mars وهو إله الحرب
- أبريل: وهو شهر إلهة الحب و الجمال Venus ، أما كلمة أبريل فاشتقت من فعل Aprerire أي الإنفتاح نسبة إلى الربيع.
- ماي: نسبة إلى Maia أحد الثريا السبعة.
- يونيو: نسبة إلى Juno ملكة كل الآلهة
- يوليو: نسبة إلى Julius أي قيصر واضع التقويم الميلادي
- أوغسطس: نسبة إلى Augustus أول امبراطور روماني
- سبتمبر: وتعني الشهر السابع و ذلك لأنه كان سابع شهر في تقويم روميلوس
- أكتوبر: وتعني الشهر الثامن
- نوفمبر: و تعني الشهر التاسع
- ديسمبر: و تعني الشهر العاشر.
المراجع:
- تاريخ التقويم الروماني من موقع http://roma.andreapollett.com/S7/roma-cal.htm- ويكيبيديا بالنسبة للشخصيات الواردة في المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق